لا تدفع بنفسك الى الشيخوخة.

هل بإمكاننا أن ندفع أنفسنا نحو الشيخوخة بمجرد التفكير فيها ؟

نحن نفعل هذا بمجرد توقع الشيخوخة عند بلوغ سن معين
الاعتقاد السائد بأن بلوغ الإنسان سن السبعين
يعني وصوله إلي مرحلة الشيخوخة و انعدام القيمة في الحياة
هو المسئول عن تدهور الصحة و الشيخوخة المبكرة لدى أشخاص كثيرون
في المستقبل الأكثر تقدماً .. قد ننظر إلي من يبلغ السبعين على انه متوسط العمر
من الملاحظ ان أشخاص كثيرون ما بين سن الأربعين و الخمسين
يبدأون في التصرف على أنهم " كبار السن"
في نفس الوقت الذي يحتفظ أشخاص غيرهم من نفس العمر بشبابهم و حيويتهم
و أظهرت الدراسات التي أجريت عليهم
ان الفارق الأساسي بين المجموعتين هو طريقة تفكيرهم
فالمجموعة الأولى ساد بينهم الاعتقاد بأنهم وصلوا إلي منتصف العمر و أنهم في طريقهم للتدهور
أما المجموعة الثانية فكان تفكيرهم ينصب على أنهم في ريعان الشباب و قوته
عندما يتركز تفكيرنا حول فكرة الشيخوخة
نكون بهذا قد رسمنا صورة واضحة لهدف نتجه إليه
و ندفع أنفسنا دفعاً نحو تحقيقه
فنقوم عمداً بالحد من النشاط الجسماني و الذهني
مما يفقدنا مرونة العضلات و المفاصل
و يتسبب في ضمور الشعيرات الدموية الصغيرة المغذية لأنسجة الجسم
و التي تساعد الجسم على التخلص من السموم في الجسم

النشاط يعني الحياة

ليس عندنا شك أننا لو أخذنا شاباً صحيحاً في عمر 30
يمكننا أن نصنع منه عجوزاً هرماً في ظرف 5 سنوات
كل ما علينا هو أننا نخبره و نقنعه بأنه قد أصبح شيخاً كبيراً الآن
و ان النشاط الجسماني خطر كبير عليه
و أن النشاط الذهني لم يعد له فائدة له
عليه الآن أن يجلس في مقعد هزاز طوال اليوم
و يتخلى عن أحلامه للمستقبل
و عن أي اهتمام بأي أفكار جديدة
و أن يعتبر نفسه كماً مهملاً لا قيمة له
يمكننا بهذه التجربة العملية أن نصنع رجلاً عجوزاً في وقت قياسي
يمكننا ان نضيف إلي احتياجات الإنسان الأساسية حاجة أخرى
الحاجة إلي التطلع للمزيد من الحياة
الحاجة إلي انتظار الغد بلهفة و فرحة و شوق
فالحياة في حد ذاتها ليست غاية
و انما الحياة دائماً ما تتكيف و تتبدل لتحقيق أهدافا محددة
يمكننا رؤية هذا المبدأ متمثلاً في كل أشكال الحياة حولنا
بدءاً من الأميبا وصولاً إلي الإنسان
و عندما نضع أنفسنا في موقف الطامح لأهداف أعلى
و نقاتل من اجل هذه الأهداف السامية
أليس من المنطقي أننا سنتلقى قدراًُ أعظم من طاقة الحياة ؟
أما إذا صرنا كالسيارة المركونة في المر آب
فلن تمدنا الحياة بأي طاقة .. لأننا لم نعد بحاجة لها
و لكننا نقوم بخلق هذه الحاجة عن طريق استشراف المستقبل بفرحة و شوق
و أن يكون لدينا شيئاً هاماً نعيش من اجله .. و مكاناُ نريد الوصول اليه

اخلق بداخلك حاجة للمزيد من الحياة

الإبداع هو أحد أوجه طاقة الحياة
و جوهر الإبداع هو التطلع لهدف مهم
المبدعين دائماً في حاجة إلي المزيد من طاقة الحياة
و الواقع يؤكد أنهم دائماً ما يحصلون عليها
المبدعين بصفة عامة سواء كانوا فنانين أو باحثين أو علماء أو مخترعين
الرسامين و الكتاب و الفلاسفة
يعيشون عمراً أطول و يتمتعون بقدرة على الإنتاج أكبر من غيرهم

مايكل أنجلو أتم أفضل أعماله الفنية بعدما الثمانين من العمر
جوته كتب كتابه الشهير فاوست بعد الثمانين
إديسون كان لا يزال يخترع بعد التسعين
و بيكاسو كان يتصدر الساحة الفنية بعد 85
رايت كان من أعظم المعماريين بعد التسعين
و برنارد شو كان لا يزال يؤلف مسرحيات بعد التسعين
و لهذا لابد على الطبيب ان يخبر مرضاه بأن يخلقوا حنيناً إلي المستقبل
بدلاً من الحنين إلي الماضي
هل تساءلت لماذا تحتفظ بعد الفنانات بمظهر شاب حتى بعد الخمسين
أليس لأنهم "يحتاجون" للاحتفاظ بجمالهن .. و يعتبرن أن هذا هدفاً ينبغي تحقيقه
لماذا تذبل بعض النساء عندما يترملن ؟
أليس لأنهن يفقدن الرغبة و الحاجة للجمال بعد أن يشعرن أنه لم يعد لديهن شيئاً يعشن من أجله ؟
بينما الأمر يختلف بالنسبة لإمرأة أخرى
فتتوهج جمالاً بعد أن تفقد زوجها .. لأنها بدأت حياة جديدة
ووجدت زوجاُ آخر .. أو قررت أن تخوض مجال الأعمال
أو أن تبدأ هواية لم يكن لديها وقت لممارستها حتى هذا الوقت
ما يختلف في الحالتين ليس إلا الموقف الذهني
الايمان و الشجاعة و التفاؤل و استشراف المستقبل
كل هذا يمدنا بحياة جديدة و يملؤنا بطاقة الحياة
أما الاحساس بفقدان الأمل و التشاؤم و الاحباط و سجن انفسنا في الماضي
ليست علامات على الشيخوخة و انما عوامل و أسباب للشيخوخة

تقاعد من عملك و لكن لا تتقاعد أبداً من الحياة.

ألم تلاحظ أن بعض الناس تتدهور صحتهم مباشرةً بعد التقاعد من العمل؟
ينتابهم الشعور بأن حياتهم المثمرة قد انتهت و اكتملت و لم يعد لهم دور في الحياة
و لم يعد لديهم شيئ يتطلعون اليه
و يستولي عليهم الملل من الحياة و الخمول
و يتهاوى شعورهم بقيمتهم الذاتية لأنهم أصبحوا على هامش الحياة
و تصبح صورتهم الذاتية هي صورة شخص عديم القيمة مستهلك و مهمل
و العديد من هؤلاء الأشخاص يموتون خلال عام من تقاعدهم
لم يقتلهم التقاعد من العمل .. و انما قتلهم تقاعدهم من الحياة
بسبب الفكر المتخلف الذي يسود مجتمعاتنا .
في الماضي كنا نعتقد أن الإنسان يبلغ ذروة الفكرية في سن 25 ثم ينحدر تدريجياً
أما الأبحاث الحديثة فقد أثبتت أن الانسان يبلغ ذروته في سن ال 35
ثم يستمر عطاؤه الفكري في خط مستقيم حتى بعد ال 70سنة
في مجتمعاتنا تسود خرافات عن قدرات الانسان في السن الكبيرة
برغم ان البحث العلمي قد أثبت أن قدرة الانسان على التعلم غير مرتبطة بالسن
و حتى الأطباء كانوا في الماضي يحذرون مرضاهم من الجهد الجسماني بعد سن الأربعين
الآن نحن نعلم أن المجهود البدني ليس فقط مسموح به و انما ضروري للاحتفاظ بصحة جيدة في أي سن
ليس هناك سن معينة لممارسة الرياضة
و لكن التحفظ الوحيد هو عدم تعريض جسمك لمجهود مفاجئ بعد فترة طويلة من الانقطاع
السر هو التدرج و تكييف الجسم بالتدريج
و الاستمرار على برنامج رياضي ثابت و متدرج
و هو ما يضمن صحة القلب و الشرايين و الأعضاء الحيوية في الجسم
لا تنسى انك ايضاً من صنع الله
فتذكر دائماً قيمتك الحقيقية
مهما كانت ذنوبك أو نقائصك
( قطعة النقود لا تفقد قيمتها حتى لو سقطت في التراب)
فكما أعطاك الله معجزة الشفاء
فقد أعطاك منحة المغفرة و تطهير نفسك من الذنوب
فلا ينبغي أبدا أن تحقر من صورتك الذاتية

لأنك معجزة المعجزات
لأن فيك نفخة من روح الله