كيف تداوي قلبك.

القلوب ثلاثة:

- القلب السليم: وهو الذي ينجي صاحبه يوم القيامة قالى الله تعالى) :يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم ( الشعراء 88-89
والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره، فان أحب، أحب الله ،وان أبغض،أبغض في الله وقصده له،وبدنه له ،وأعماله له،......، نسأل الله تعالى هذا القلب.
- القلب الميت: وهو ضد الأول وهو الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره،بل هو واقف مع شهواته ولذاته،متعبد لغير الله،سائقه الجهل ،والغفلة مركبه،نعوذ بالله من هذا القلب.
- القلب المريض: هو قلب له حياة وبه علة فله مادتان تمده هذه مرة وهذه أخرى، وهو لما غلب عليه منهما.ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به، والإخلاص له والتوكل عليه، وهو مادة حياته، وفيه من محبة الشهوات والحرص على تحصيلها، والحسد، والكبر، والرياء، و....ماهوهلاك وعطبه.
نعوذ بالله من هذا القلب.
وعلاج القلب من جميع أمراضه قد تضمنه القرآن الكريم.)يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين( يونس 57.
أمراض القلوب نوعان:
نوع لا يتألم به صاحبه في الحال وهو مرض الجهل،والشبهات والشكوك، وهذا أعظم النوعين النوعين ألما ولكن لفساد القلب لايحس به.
ونوع:مرض مؤلم في الحال، كالهم، والغم، والحزن، وهذا المرض قد يزول بإزالة أسبابه وغير ذلك.
وعلاج القلب يكون بأمور أربعة:
- الأمر الأول: بالقرآن الكريم فانه شفاء لما في الصدور من الشك، ويزيل ما فيها من الشرك ودنس الكفر، وأمراض الشبهات والشهوات.
- الأمر الثاني:القلب يحتاج إلى ثلاثة أمور
- 1- مايحفظ عليه قوته وذلك يكون بالإيمان والعمل الصالح
- 2- الحمية عن المضار وذلك باجتناب جميع المعاصي وأنواع المخالفات.
- 3- الاستفراغ من كل مادة مؤذية وذالك بالتوبة والاستغفار.
الأمر الثالث:علاج مرض القلب من استلاء النفس عليه، له علاجان،محاسباتها ومخالفتها، أم المحاسبة نوعان: أ- نوع قبل العمل: وله أربع مقامات:
-هل هذا العمل مقدور له؟
- هل هذا العمل فعله خيرله من تركه؟
- هل هذا العمل يقصد به وجه الله؟
- هل هذا العمل معان عليه وله أعوان يساعدونه وينصرونه اذا كان العمل يحتاج إلى أعوان؟ فإذا كان الجواب موجودا أقدم وإلا لايقدم عليه أبدا
ب- نوع بعد العمل وهو ثلاثة أنواع:
- محاسبة نفسه على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى: الإخلاص والنصيحة والمتابعة وشهود مشهد الإحسان وشهود منة الله عليه فيه وشهود التقصير بعد ذلك كله.
- محاسبة نفسه عن كل عمل كان تركه له خير له من فعله.
- محاسبة نفسه عن أمر مباح أو معتاد لم يفعله وهل أراد به الله والدار الآخرة فيكون رابحا، أو أراد به الدنيا فيكون خاسرا.
الأمر الرابع:علاج مرض القلب من استيلاء الشيطان عليه:
قال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر:قل\ اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة،رب كل شيء ومليكه ،أشهد ان لا اله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان ونشركه،وان اقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم .\ قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك.
كذلك التوكل والإخلاص يمنع سلطان الشيطان.
أخي المسلم، أختي المسلمة، هذا الدواء ......فبادر بالعلاج.

مشكور الموضوع جميل