المجتمع يتعمد إقصاءهم تهميشهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم

المجتمع يتعمد إقصاءهم تهميشهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم:
مليونا معاق جزائري خارج نطاق الجمهورية

عيدهم الوطني وهم يحملون في أجسادهم آلاما اجتماعية تفوق عاهاتهم، ويعد حرمانهم من حقهم في العمل والسكن، نظرة الناس اليهم في الشوارع المتبوعة بعبارات شفقة تزيد عمق مأساتهم. ولأن التاريخ الإنساني يحتفظ بصفحات ناصعة لمعاقين وذوي احتياجات الخاصة تركوا فيه بصمات خالدة، فالرئيس الواحد والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية فرانكلين روزفلت كان مقعدا وانتخب 3 مرات، والشاعر العربي أبوالعلاء المعري، طه حسين، الشاعر اليوناني هوميرس كانوا محرومين من نعمة البصر، الموسيقار العالمي بيتهوفن كان أخرس وغيرهم كثير ممن لا يتسع المقام لذكرهم، ونحن بدورنا اخترنا بعض رموز التحدي المحلية لننقل رسالاتهم.

الشروق تقضي يوما في مقهى الصم البكم وتنقل انشغالاتهم:

تجاهلكم يقتلنا فلا تستغلوا عدم قدرتنا على الصراخ

انتهزنا فرصة اليوم الوطني للمعوقين لنقترب من هذه الشريحة المهمشة والمقصية اجتماعيا، توجهنا الى مقهى الصم والبكم الخاص بهم في شارع "شاراس " بقلب الجزائر الوسطى، وهناك وجدنا مقهى بالكامل طاقمه من الصم البكم ومستخدميه ومرتاديه من نفس الفئة أيضا. ورغم أنهم طيبون جدا وودون الا أن الشخص المعافى الجاهل للغة الإشارات يشعر بالإقصاء وهم بالتميز، تجدهم يجلسون جماعات حول الطاولات ليتحاوروا فيما بينهم ويناقشون انشغالاتهم دون أي ارتباك أو خوف، فالكل يفهم لغة الإشارات ويتخاطبون بها دون أدنى حرج أو عقدة. "الشروق اليومي" اقتربت منهم لتكون صوتهم الذي ينقل صرخة انشغالهم، حيرتهم وتطلعاتهم المستقبلية.

لقد تم انشاء المقهى التابع لاتحاد الصم والبكم لولاية الجزائر منذ 1973، وهو الفضاء الوحيد لهذه الفئة المهمشة والمقصية اجتماعيا مثل جميع الفئات الأخرى، ولأن التواصل معهم شكل صعوبة لدينا طلبنا المساعدة من "آمال" ناشطة في الإتحاد منذ سنتين، تعمل على نقل مشاغل الصم البكم للأصحاء وقد تعلمت لغة الإشارات في منزلهم العائلي فوالديها أبكمين وكذلك الأمر بالنسبة لجدها وهو ما دفعها لمساعدة هذه الشريحة لتصبح لسانهم الناطق.
منقول

.