طفـــــــــل من دون يدين .. يتحدى عجزه بقدميه

طفـــــــــل من دون يدين .. يتحدى عجزه بقدميه

أسامة أبومعوض طفل فلسطيني يبلغ من العمر 5 أعوام، قدر الله له أن يولد ويعيش بدون يدين، ولكن هذه الإعاقة لم تقف عائقاً في حياته، فقد عوضه الله إرادة وعزيمة لمواصلة حياته كمن لهم يدان، وأن يحول قدميه إلى عضو بمهمتين، مهمة السير، والأخرى يتدبر بهما كل شيء في حياته من دراسة ولعب وأكل وشرب وحتى تعلم الوضوء والصلاة، وعلى الرغم من صغر سنه فإن حاجته دفعته إلى أن يستخدم قدميه ببراعة ويصنع النجاح في حياته البسيطة، فأسامة يفتح عينيه مبتسماً بوجه أمه التي باتت تشعر بأمل الحياة من ابتسامته الصباحية التي ترافق شمس كل صباح، ثم يذهب إلى روضة الأطفال التي يدرس بها متحدياً إعاقته لمواصلة الدراسة.

حيث يكتب ويفتح حقيبته وكراسته بقدميه دون مساعدة أحد، وقد أوصله إصراره في الحياة لأن يأكل ويشرب ويتدبر كل أموره بقدميه. من يشاهد الطفل أسامة يصاب بالدهشة منذ الوهلة الأولى، ليس لأنه يفعل كل شيء بقدميه، بل لأنه دوماً يعبر عن رضاه ودائم الابتسامة رغم الإعاقة التي يعاني منها، فقد بادرنا بالقول عندما سألناه عن مدى تحمله ورضاه لما يقوم به: (الحمد لله، ربي خلقني هيك، وأنا فرحان)، لعل هذا الرضا هو ما جعل من أسامة طفلاً محبوباً في المنزل والروضة وبين الجيران، حيث إنه لا يشعر بأي تمييز بينه وبين أي طفل الآخر.

من المواقف التي رصدت لأسامة، هو أنه يحمل النقود في فمه، ويقوم بإخراجها بقديمه وتقديمها للبائع كي يشتري ما يريد، ويقوم بعدة محاولات حتى ينجح في فتح الحلويات والعصائر حتى يتناولها، ويفضل أسامة زراعة النعنع في باحة منزله، وري الزرع، كذلك يساعد والدته في تجهيز طبق سلطة الخضروات، حيث يقطع الطماطم والخيار بالسكين بواسطة قدميه .

والدة أسامة تقول: (إن ابني أسامة عنوان للإرادة وتحدي المستحيل، وأحيانا أتعلم منه الصبر، ولكنه تحدى عجزه، وجعل من ابتسامته الدائمة أملاً له في الحياة وتقول حنان أبوالسعيد مربية أسامة في الروضة التي يتعلم بها: إن أسامة طفل مرح وذكي، جعل كل الـــــمربيات يشعرن بالحب والعطف اتجاهه.