جريدة المساء الجزائرية: عبد القادر شطرباش (فنان تشكيلي وحرفي في الأوركات) لـ”المساء”:‏ أسعى للتعريف بفن الأوركات وتدريسه بمراكز التكوين

عبد القادر شطرباش (فنان تشكيلي وحرفي في الأوركات) لـ”المساء”:‏
أسعى للتعريف بفن الأوركات وتدريسه بمراكز التكوين

اختار الفنان التشكيلي عبد القادر شطرباش التخصص في حرفة، قال أنها غير معروفة بالجزائر على الرغم من قدمها، كما أنها غير مصنفة بغرفة الحرفيين من أجل هذا أبى إلا ان يمتهنها للتعريف بها من جهة، ولتحسيس السلطات المعنية بما يمكن ان تقدمه هذه الحرفة لو اعتمدت كمادة تدرس بمراكز التكوين المهني .
شدت مناظر اللوحات الزيتية التي تحمل رسومات بارزة انتباه الجمهور الذي زار معرض الصناعات التقليدية المنعقد مؤخرا بالعاصمة، وفي المقابل برع الفنان عبد القادر في تقديم شروح وافية حول هذا النوع من الحرف غير المعرف بالجزائر، بدليل ان عددا كبيرا من الزوار يعتقدون أن فن الاوركات هو النحت على الخشب. وفي دردشته لـ “المساء” قال الفنان عبد القادر، ان “تاريخ هذا الفن يعود الى العهد الاندلسي حيث كان يمارس باليد وكانت الأداة الأساسية المستخدمة فيه منشار الاوركات، من اجل هذا أطلق عليه اسم “ فن الاوركات” ومع هذا يجهله الكثيرون. ولمن لا يعرفه يضيف محدثنا “هو عبارة عن فن يقوم على عملية تقطيع الخشب الى قطع صغيرة تبعا لموضوع الرسم بعدها تتم عملية إلصاقه على خلفية خشبية ومن ثمة فالتسمية الصحيحة له هو فن القطع واللصق او فن الاوركات. ويستطرد قائلا “ من الخطأ تصنيف الاوركات على انه النحت على الخشب، او فن صناعة التحف لأنه فن قائم بذاته يتطلب توفر بعض القواعد والتقنيات الخاصة به لينجز العمل المراد إعداده، لذا ينبغي ـ يقول محدثنا ـ ان تنتبه غرفة الحرف الى الخلط الوارد في التسمية.
وحول الدافع الذي جعله يختار هذا النوع من الحرف، قال محدثنا ان الجزائر تحوي عددا كبيرا من الرسامين التشكيلين وبحكم انه بدا الرسم في سن مبكرة رغب في تجربة نوع آخر من الفنون، ولان فن الاوركات غير معروف بالجزائر أبى إلا ان يعرف به لأهميته، التي قال عنها “لا تقتصر الأعمال الفنية المنجزة من هذا الفن على الجانب ألتجميلي فحسب، كإعداد اللوحات، بل يتعداه الى إنجاز أعمال موجهة لعدة قطاعات على غرار قطاع التربية، إذ يمكن من وراء هذا الفن صنع العاب تربوية للأطفال الموجودين برياض الأطفال الذين طغت على ثقافتهم التربوية الألعاب الغربية، الى جانب قطاع السياحة من خلال إعداد بطاقات تعريفية للمكاتب، والطوابق بالفنادق، وأخرى للاستعمال المنزلي كعلاقات المفاتيح وغيرها.
حب الفنان للاوركات وإدراكه لأهميته، دفعه الى تأليف كتاب مكون من 350 صفحة يحوي مجموعة من المعلومات حول هذا النوع من الحرف، حيث قال “خلو الساحة من مراجع ثقافية حول فن الاوركات، دفعني الى تأليف كتاب قدمت فيه خلاصة تجربتي والتقنيات المستعملة في هذا الفن الذي مارسته لما يزيد عن 14 سنة .
لم يكتف محدثنا بتأليف كتاب حول فن القطع واللصق، بل عمد الى إقامة مشروع لم يكتب له بعد ان يرى النور على الرغم من أهميته، والذي لا يزال الى حد اليوم يأمل في تحقيقه، ويتمثل في اخذ مجموعة من المعاقين حركيا والإشراف على تعليمهم فن الاوركات ليقوم هؤلاء بصناعة العاب تربوية للأطفال المعاقين ذهنيا، وبهذه الطريقة يساعد المعاق أخاه المعاق في تأمين بعض احتياجاته التربوية.
يناشد الفنان شطرباش الجهات المعنية إدراج فن الاوركات ضمن مقررات التكوين المهني بالنظر الى أهمية هذا الفن وأبعاده العلمية، كما يتمنى ان يتم تصنيف هذا الفن باسمه الصحيح بغرفة الحرفيين.
رشيدة بلال