المنتدى الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة
اهلا بك في المنتدى الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة زيارتكم تشرفنا مشاركتكم تفرحنا وتفاعلكم يقوينا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة
اهلا بك في المنتدى الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة زيارتكم تشرفنا مشاركتكم تفرحنا وتفاعلكم يقوينا
المنتدى الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» المشروع البيداغوجي الفردي
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالأربعاء يناير 06, 2021 9:20 pm من طرف baknin

»  تجنب 7 عادات سيئة تصيبك بآلام الظهر
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالجمعة مايو 22, 2020 2:09 pm من طرف Mebarek197

» المنتدى يفتح باب العمل التطوعي لبعث مشروع الوساطة بين الاطفال والمختصين والمتبرعين من اجل تكفل شعبي تضامني
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالثلاثاء مارس 05, 2019 6:20 am من طرف تجوال الشوارع

» صفحتي في الفيسبوك
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالجمعة يوليو 20, 2018 1:15 am من طرف حليم الجزائري "ابومعز"

» شكرا لكم ياشموع المنتدى
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالثلاثاء مايو 29, 2018 12:49 pm من طرف حسيبة قصير

» اشتقت لكم
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالسبت مارس 03, 2018 9:36 pm من طرف حليم الجزائري "ابومعز"

» سلام عليكم
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالأحد يناير 21, 2018 8:26 pm من طرف Aminas

» لكل الاعضاء مبروك المنتدى في 32 دولة
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالإثنين سبتمبر 18, 2017 10:59 am من طرف حسيبة قصير

» #21نصيحة _لتعليم _الاطفال_ ممن لديهم# متلازمة_ داون #اسامه مدبولى
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالخميس سبتمبر 15, 2016 10:44 am من طرف bossamario

»  متلازمة اسبرجر 2
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالثلاثاء مارس 15, 2016 12:38 pm من طرف tafaolcenter

»  متلازمة اسبرجر( الجزء الاول)
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالإثنين مارس 14, 2016 7:53 am من طرف tafaolcenter

»  رسائل طفل توحدى
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالأحد مارس 13, 2016 8:01 am من طرف tafaolcenter

»  اعراض التوحد 3
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالسبت مارس 12, 2016 4:05 pm من طرف tafaolcenter

» اعراض التوحد 2
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالخميس مارس 10, 2016 10:55 am من طرف tafaolcenter

»  اعراض التوحد
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالخميس مارس 10, 2016 10:53 am من طرف tafaolcenter

»  علامات التوحد التحذيرية
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالخميس مارس 10, 2016 10:02 am من طرف tafaolcenter

» ارشادات طفل توحدي
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالأربعاء مارس 09, 2016 9:57 am من طرف tafaolcenter

» احصائيات حول متلازمة داون
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالإثنين مارس 07, 2016 7:36 am من طرف tafaolcenter

» التوحد ليس مرض
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالسبت مارس 05, 2016 1:47 pm من طرف tafaolcenter

» اشترك الان ليصلك كل جديد
القلب بين القسوة والرحمة Emptyالسبت مارس 05, 2016 1:46 pm من طرف tafaolcenter

 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 ابحـث
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 2322 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مريم زكور محمد فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 9127 مساهمة في هذا المنتدى في 2221 موضوع

القلب بين القسوة والرحمة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

القلب بين القسوة والرحمة Empty القلب بين القسوة والرحمة

مُساهمة من طرف ???? السبت يونيو 11, 2011 1:02 pm

اعزائي واخوتي اقدم بين ايديكم هذا الموضوع واتمنى ان يجعلنا الله من ذوات القلوب الرحيمة

إذا استقام القلب استقامت الجوارح، وإذا إعوجّ القلب تابعته الجوارح على الاعوجاج؛ وذلك لأن القلب هو ملك الجوارح وقائدها ، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ ( التغابن:11 ). وهداية القلب أساس كل هداية ومبدأ كل توفيق وأصل كل عمر ورأس كل فعل.
وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم.فصلاح قلب العبد هو أساس سعادته في الدنيا والآخرة ، وفساده هلاك محقق لا يعلم مداه إلا الله عز وجل، قال الله تعالى:﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ (قّ:37(
ونظرا لما لأهمية هذه المضغة لا علي حياة الإنسان فقط ، بل على المجتمع والأمة ككل، فأردت هنا أن اكتب بعض الجمل التي قد تساعد القارئ وتذكره بأهمية صلاح وعمار القلب ، ومضار قسوته وغلظته ، فما أعظم ابتلاء الأمة من قلب قاسى ، فقسوة القلوب مرض عضال يأكل في أعضائها وداء فظيع ومصيبة كبرى.

تعريف القلب :

يرى بعض اللغويين أن القلب والفؤاد بمعنى واحد، ويرى بعضهم أن أحدهما أخص من الآخر، « قال الأَزهري : ورأَيت بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها، شَحْمَها وحِجابَها : قَلْباً وفُؤَاداً، قال: ولم أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما؛ وقال ابن منظور : « وَرُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال: أَتاكم أَهل اليَمن، هم أَرَقُّ قلوباً، وأَلْيَنُ أَفئدةً »، فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة، والأَفْئِدَة باللِّين، وكأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال، ولذلك قالوا : أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبه، وسُوَيْداءَ قلبه ، وربما يكون القلب بمعنى الفؤاد تماماً، لكن النبي صلى الله عليه وسلم وزع الأوصاف إليهما، على سبيل الترادف والتنويع في الكلام، لا على سبيل الافتراق.

والقلب اصطلاحاً:

- « لطيفة ربانية لها بهذا القلب الجسماني الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر تعلق وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان ... وهي المدرِك والعالِم من الإنسان والمخاطَب والمطالَب والمعاتَب" وقوله صلى الله عليه وسلم : « ألا وإن في الجسد مضغة ... القلب » يدل على أن القلب المعنوي هو في القلب المادي الجسمي المسمى بالمضغة.
- يطلق القلب على اللَّحْمَة الصنوبرية الشكلِ في الجانب الأيسر من الصدر، ويطلق على اللطيفة المعنوية الموجودة في هذه اللحمة، وهو محل الإدراك والتعقل والتفهم، وهو محل الرغبات والأهواء فيتقلب بين رغبة وأخرى، بين خير وشر، وهو محل الإرادة، فيختار إحدى الرغبات، وهو المخاطَب من الإنسان والمطالَب والمعاتَب.
- ويعرف بأنه" عبارة عن عضلة صغيرة بحجم قبضة اليد الكبيرة تعمل مثل مضخة تضخ الدم في الشرايين ومنه إلى أنحاء الجسم الأخرى كما أنها تستقبل الدم العائد من الأوردة، وشكل القلب كحبة الأجاص المقلوبة يتمركز في الصدر مائلاً قليلاً نحو اليسار ويوجد في القلب أربع حجرات اثنتان علويتان وتدعى الأذينان واثنتان سفليتان وتدعى البطينان وهي ذات جدار سميكة العضلة، كما أن القلب ينبض 60-80 نبضة في الدقيقة، والنبضات عبارة عن التقلص والاسترخاء لعضلة القلب ليتم ضخ حوالي 3-5 لتر من الدم في الدقيقة الواحدة، وتتغذى عضلة القلب من الأوعية الدموية المحاطة بها وأي انسداد بها يؤدي إلى الموت."

أهمية القلب وصفاته وأحواله :

وردت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تتحدث عن القلب وصفاته وأحواله وأعماله وما ينبغي أن يكون عليه وما ينبغي أن يتطهر منه، ومن هذه النصوص:
* القلب محل الإيمان: قال تعالى: ﴿ أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ﴾، وقال سبحانه: ﴿ ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ﴾.
* القلب محل النور والهداية: قال تعالى: ﴿ ومن يؤمن بالله يهد قلبه ﴾.
* القلب محل العاطفة نحو الحق والميل والحب والزينة: قال تعالى: ﴿ ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ﴾.
* القلب محل الضلال والبعد عن الحق والانحراف والميل نحو الباطل:قال تعالى:﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ ﴾ أي انحراف عن الهداية، وقال تعالى: ﴿ فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ﴾ أي زادهم انحرافاً، وقال تعالى ذاكراً دعاء المؤمنين: ﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].
* القلب محل التعقل والفهم: قال تعالى: ﴿ فتكون لهم قلوب يعقلون بها ﴾، وقال سبحانه:﴿ لهم قلوب لا يفقهون بها ﴾.
* القلب محل العزيمة والإرادة: قال تعالى: ﴿ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ﴾ [الأحزاب: 5] أي قصدت وأرادت.
* القلب محل لوساوس الشيطان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءاً "
* القلب محل العواطف والمشاعر والإحساسات: كالحب والألفة:قال تعالى:﴿ فألف بين قلوبكم ﴾،وكاللين والرقة: ﴿ ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ﴾.وكالنفور والكُره والاشمئزاز: قال تعالى: ﴿ اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ﴾.
* القلب محل الأخلاق: كالرأفة والرحمة: قال تعالى : ﴿ وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ﴾.وكالقسوة الجفاء والغلظة في القلب: قال تعالى: ﴿ ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك﴾،

أنواع القلوب في الإسلام :

ذكر الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم أنواعاً كثيرة من القلوب ، نذكر منها :
- القلب السليم Sad إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
- القلب المنيب Sad مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ)
- القلب المخبت َSad فتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ )
- القلب الوجل) : وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ )
- القلب التقيSmile ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)
- القلب المهدي): وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ(
- القلب المطمئن : (وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّه(
- القلب الحي : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ )
- القلب المريض) :فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ(
- القلب الأعمى: (وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )
- القلب اللاهي(:لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ )
- القلب الآثم : (وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ(
- القلب المتكبر: ( قلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ )
- القلب الغليظ ) :وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ(
- القلب المختوم Sad وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ )
- القلب القاسيSmileوَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً(
- القلب الغافل: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا(
- الَقلب الأغلف: (وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ )
- القلب الزائغSad فأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ )
- القلب المريبSad وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُم)
وباستقراء تلك الأنواع يمكن إجمالها جميعا في صفتين للقلب ، وهما صفتي الرحمة والقسوة ، وهذا ما نتناوله فيما يلي :
أ- قسوة القلوب :
إن القلب ليمرض كما يمرض البدن ، ويصدأ كما تصدأ المعادن ، ويعرى كما يعرى الجسم ، ويجوع كما تجوع المعدة. وأمراضه كثيرة ومتعددة ، ولكن من أشد هذه الأمراض التي تصيب القلب، هو مرض القسوة ، وهو مرض خطير تنشأ عنه أمراض ، وتظهر له أعراض ، ولا يسلم من ذلك إلا من سلمه الله وأخذ بالأسباب ، وتظهر خطورة هذا المرض من خلال هذه الآيات ، قال الله تعالى:{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً }(البقرة : 74) ، ويقول سبحانه وتعالى : { وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ( الأنعام :43) ويقول جل شأنه: { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ } ( الزمر : 22 ) ، ويقول تعالى:{ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } ( الحديد: 16 )
ولقسوة القلوب أساب عديدة يمكن إجمالها فيما يلي :
1- تعلق القلب بالدنيا والركون إليها ونسيان الآخرة :وحول ذلك قال أحد السلف الصالح: (( ما من عبد إلا وله عينان في وجه يبصر بهام أمر الدنيا ، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة ،فإذا أردا الله بعبد خيراً فتح العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب ، وإذا أردا به غير ذلك تركه على ما فيه ، ثم قرأ ) أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )محمد:24(
2- الغفلة : قال الله تعالى ) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ( ) النحل : 108 ( وحول ذلك يقول ابن القيم –رحمه الله- واصفاً حال أكثر الخلق : (( ومن تأمل حال هذا الخلق وجدهم كلهم إلا قليل ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى ، واتبعوا أهواءهم ، وصارت أمورهم ومصالحهم فرطاً ، إي فرطوا فيما ينفعهم ويعود بصالحهم ، واشتغلوا بما لا ينفعهم بل يعود بضررهم عاجلاً و آجلاً ))
4- كثرة الوقوع في المعاصي والمنكرات بحيث تصبح شيئاً مألوفاً: وحول ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن العبد إذا أذنب ذنباً نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإذا تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه ، وإن زاد زادت حتى تعلوا قلبه ، فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ( المطففين : 14(
5- نسيان الموت وسكراته ، والقبر وأهواله وعذابه ونعيمه ، ووضع الموازين ، ونشر الدواوين ، والمرور على الصراط ، ونسيان النار وما أعد الله فيها لأصحاب القلوب القاسية
6- الاشتغال بما يفسد القلب ويقسيه : القلب تفسده خمسة أمور يذكرها ابن القيم وهي كثرة الخلطة ، وركوب بحر التمني ، والتعلق بغير الله ، وكثرة الطعام ، وكثرة النوم .
هذا وهناك أسباب أخرى كثيرة ليسع المجال هنا ذكرها إلا أن ما قد سبق ذكره يعد من أهم تلك الأسباب التي يجب الانتباه إليها جيدا والحرص على عدم الوقوع فيها. ومن الأهمية بمكان أن نستعرض هنا مظاهر هذه القسوة ؛ لكي يدركها الإنسان وقيم في ضوئها قلبه ويعرف أن يقف منها ، وهذه المظاهر هى :
قبل عرض تلك الظواهر قرأت قولا دينيا لأحد المشايخ أو جز فيه كثيرا من مظاهر قسوة القلب ، أردت هنا أن اذكره لكم ، وهو قول الشيخ عبد العزيز ابن باز إذ يرى أن من مظاهر قسوة القلوب : أن يسمع الناس قوارع الأحداث وزواجر العبر والعظات التي تخشع لها الجبال لو علقت ، ثم يستمرون في طغيانهم ومعاصيهم مغترين بإمهال الله لهم عاكفين على إتباع شهواتهم غير عابئين بوعيد ولا منصاعين لتهديد. والآن نستعرض هنا أهم مظاهر تلك القسوة ، وهى :
- التكاسل عن الطاعات وأعمال الخير وخاصة العبادات
- عدم التأثر بآيات القرآن الكريم والمواعظ
- عدم التأثر بما يحدث في الحياة من الحوادث كالموت والكوارث والمصائب
- زيادة الولع بملذات الدنيا وتفضيلها على الآخرة
- عدم إنكار المنكر
- عدم الأمر بالمعروف
- ضعف تعظيم الله تعالى في كثير مما يتبع من سلوكيات
- انطفاء الغيرة على محارم الله تعالى
- انطفاء شعلة الإيمان والتمسك بما أمر به الله تعالى
- ضعف الوازع الديني
- عدم المبالاة بالذنوب كبيرها وصغيرها
- ضيق الصدر والشعور بالقلق والتوتر وعدم الرضا
- صعوبة مفارقة المعاصي لأنها تولد بعضا البعض
ولكن حان الآن لنسأل أنفسنا سؤالا غاية في الأهمية وهو : ما النجاة من قسوة القلوب ؟ أرى أن الإجابة قد تكون ذو فائدة كبيرة عندما نستنبطها بأنفسنا لا تملأ علينا ، نستنبطها عندما نتعرف على مقابل القلوب القاسية ، هذا المقابل الذي يتمثل في القلوب الرحيمة ، فهيا بنا معنا نستعرض تلك القلوب لنتعلم منها كيف نعالج قسوة القلوب ، ونمتثل لها مقلدين ، كي تهنئ الحياة ويسعد المرء بها دنيا ودين.
ب- القلوب الرحيمة :
الرحمة هي الرقة والتعطف أي رقة القلب وعطفه، ومن الرحمة يشتق الرحمن والرحيم وهما من أبرز أسماء الله الحسنى وأشهرها بعد لفظ الجلالة (الله) . والرحمة هي قاعدة قضاء الله تعالى في خلقه ، تشملهم وتحيطهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، قال تعالى Sadوَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُه فِيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيْ مَا أَفَضْتُمْ فِيْهِ عَذَابٌ عَظِيْمٌ)(النور: 14) وقد كتبها الله على نفسه قال تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلـٰـى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) (الأنعام: 54 ). وقد تمثلت هذه الرحمة في كل فعل وقول لدى الرسول الكريم ، نحو أصحابه وآل بيته صغار وكبار وحتى نحو المشركين والكفار ولم يفلت من هذه الرحمة طيرا أو حيوانا ، فقد عمت رحمة قلبه كل الكائنات وكل من حول ، فقد صدق عندما قال (إنما أنا رحمة مهداه) كما وصفه ربه بها ، قال تعالى Sadلَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ غَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَؤُوْفٌ رَّحِيْمٌ) ( التوبة: 128) بل أكد رب العالمين أن فضيلة الرحمة التي برزت في سلوكه كانت وراء النجاح العظيم الذي حققه في ميدان الدعوة إذ يقول سبحانه وتعالى
)فَبـِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيْظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوْا مِنْ حَوْلِكَ) ( عمران 159 )
وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا كانت حياته مع الناس ما غضب لنفسه قط ولا ضاق صدره بضعفهم البشري ولا احتجز لنفسه شيئا من أغراض هذه الحياة بل أعطاهم كل ما ملكت يداه في سماحة ندية ووسعهم حلمه وبره وعطفه ووده الكريم ، وما من واحد منهم عاشره أو رآه إلا امتلأ قلبه بحبه نتيجة لما أفاض عليه صلى الله عليه وسلم من نفسه الكبيرة الرحيبة وكان هذا كله رحمه من الله به وبأمته... وما أحوجنا نحن المسلمين اليوم إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في رقة ورحمة وعطف قلبه على كل من حولنا ،قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيْ رَسُوْلِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (الأحزاب Smile ،

وإليك أخي القارئ الكريم جملة من العوامل التي تجعل قلبك رحيما رقيقا:


- الإيمان بالله، والإيمان برسله ، وكتبه والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بقضاء الله وقدره، فكلما استقر الإيمان بالقلب، وكلما قوي الإيمان في القلب، كان القلب رقيقا لينا، وإنما قسوة القلب بعدم الإيمان والعياذ بالله؛ فالإيمان الصادق الحق يجعل القلب لينا رقيقا لكل خير وهدى
- إن تلاوة كتاب الله، وتدبره تجعل القلب لينا خاشعا: (اللَّهُ نَـزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)
- ذكر الموت وما بعده؛ ففي الحديث: "أكثروا من ذكر هادم اللذات"، وأرشد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلم لعيادة المريض، وإتباع الجنازة، وزيارة القبور؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "زوروا القبور فإنها تذكر الآخرة"، وفي لفظ: "فإنها تذكر الموت"
- من أسباب رقة القلب: كثرة ذكر الله جل وعلا: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ*الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)
- ومن أسباب رقة قلب العبد الإلحاح على الله بالدعاء، بأن يثبت الله قلبه، وأن لا يزيغه بعد أن هداه، وأن يجعله على الحق دائما وأبدا؛ فعنه صلى الله عليه وسلم- كثيرا ما يقول: اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك"، تسأله عائشة؛ فيقول: "إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء، إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه"
- ومن أسباب رقة القلب رحمة المساكين والأيتام والإحسان إليهم؛ فكلما أحسن العبد للعباد رق قلبه وازداد خيرا، ولهذا النبي - صلى الله عليه وسلم- لما سأل عن ذلك قال: "أطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم"؛ فكلما نظر العبد إلى المحتاجين والفقراء والمعوزين، وكلما بذل المعروف لهم وكلما أحسن إليهم وكلما نظر إلى حالهم؛ فعطف عليهم رحمة وإحسانا ورفقا بهم، كلما رق قلبه وازداد خيرا وإيمانا.
- تطهير القلب من الحسد والبغضاء ومجاهدته في ذلك ، فإذا سلم المرء من داء الحسد، وسلم من داء البغضاء لعباد الله؛ وكان راضيا بقسم الله محبا للمسلمين، كلما طهر قلبه من الإعجاب بعمله، ومن الرياء والسمعة في أعماله، كلما استقام حاله وصلح قلبه.
- البعد عن ظلم العباد والتسلط عليهم قولا وفعلا، والتعدي على أموالهم، وجحد حقوقهم .
- النظر إلى عباد الله، نظرة العطف والإحسان، ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم وآلامهم وأوجاعهم.
- العطاء والسعي في الخير وقضاء حوائج المحتاجين والسعي إلى تفريج كروبهم.
- عدم المقاطعة والتماس الأعذار ومحاولة الصلح بين المتنازعين .
- الرحمة بالمخطئ المسيء وتحبيبه في النجاة من عذاب الله؛ ونصحه وتوجيهه، والأخذ بيده حتى يستقيم على الطريق المستقيم
- زيارة الصالحين وصحبتهم ومخالطتهم والقرب منهم
- مجاهدة النفس ومحاسبتها ومعاتبتها عند كل تقصير أو إفراط في حد من حدود الله أو التعامل مع عباد الله
وآخر سبب يمكن لكل مسلم أن يلجا إليه ليرقق به قلبه ويجعله رحيما بمن حوله هو الدعاء وكثر الاستغفار من الذنوب والمعاصي.
المراجــــــــــع:
- عادل الأسد ،" علاج قسوة القلوب "، متاح على عداد دكتور / وحيد حامد عبد الرشيد
ابو رائد


عدل سابقا من قبل benguenna في السبت يونيو 11, 2011 2:03 pm عدل 1 مرات

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القلب بين القسوة والرحمة Empty رد: القلب بين القسوة والرحمة

مُساهمة من طرف ???? السبت يونيو 11, 2011 1:26 pm

شكرا اخي على الموضوع الهام فالدنيانا واخرتنا فاللهم اجعلنا من ذوي القلوب الرحيمة والمنيبة يارب العالمين

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القلب بين القسوة والرحمة Empty رد: القلب بين القسوة والرحمة

مُساهمة من طرف wahiba السبت يونيو 11, 2011 2:26 pm

السلام عليكم
شكرا لك اخي "ابو رائد" على هذا الموضوع الجد مهم و كم نحن بحاجة لمثل هذه المواضيع خاصة و نحن و للأسف في وقت غابت فيه كل معاني الرحمة و الإحساس بالأخرفطغت الأنانية و القسوة على القلوب و تجرد الإنسان من اسمى معاني الإسلام و الإيمان.﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].
wahiba
wahiba
عضو نشيط
عضو نشيط

انثى عدد الرسائل : 56
العمر : 49
البلد والولاية : -Algerie
المهنة : educatrice sp
نقاط : 9857
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 16/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القلب بين القسوة والرحمة Empty رد: القلب بين القسوة والرحمة

مُساهمة من طرف حسيبة قصير السبت يونيو 11, 2011 10:08 pm

لك مني كل التقدير والاحترام على الموضوع الهادف نتمنى ان نكون من اصحاب القلوب الرحيمة في هدا الوقت انشاء الله يحفظنا من شر هدا الوقت امين يارب تحياتي

حسيبة قصير
نائب مشرف عام
نائب مشرف عام

انثى عدد الرسائل : 952
العمر : 45
البلد والولاية : الجزائر المدية
المهنة : موظفة
نقاط : 12586
السٌّمعَة : 59
تاريخ التسجيل : 02/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى